كاشان
قليل من المدن الايرانية تولد اعتزازاً مدنياً كالتي تعتز بها كاشان. فهي مثال وصورة مصغرة لكل شيء يعد بصورة نموذجية ايرانياً. فمن مساجدها الي نزلها وحدائقها الفخمة, من سجادها الي خزفياتها وتطريزها الرائع كلها تجسد الفن الايراني البديع. اما حدائق فين الخلابة فتعد من اجمل الحدائق في ايران وكانت قد زرعت في البداية في العهد الصفوي وحافظت علي ازدهارها بمياه عين السليمانية .
لقد توسعت حدائق فين في عهد ملوك الزندية والقاجار حيث اضافوا سرادق واجنحة مفتوحة كثيرة اليها. وتعرض بالمتحف الذي انشأ في الموقع آثاراً من الهضبة القريبة . « تپه سيلك».
تپه سيلک اول حضارة هضبية في تاريخ البشر
يعتبر تل سيلك في كاشان اول موطن للبشر يعود تاريخه الى اكثر من 7000 عام ويحكي حضارة هذه الارض . يقول " كريشمن" ان سيلك هي اول حضارة هضبية في تاريخ البشر , ويعني هذا ان اول موطن للبشر في الهضاب كان في منطقة سيلك بالقرب من مدينة كاشان. في الواقع ان تاريخ سيلك ينقسم الى مراحل تبدء من 5000 عام قبل الميلاد . يوجد اليوم بقايا قليلة من هذه الحضارة والتي تعبر عن عمق التطور في تلك الحقبة الزمنية . ان الهضبة الجنوبية لسيلك بمساحة دونميين تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة كاشان خير مثال على تمدن تلك المنطقة.
يعتبر تل سيلك في كاشان اول موطن للبشر يعود تاريخه الى اكثر من 7000 عام ويحكي حضارة هذه الارض
ان المنطقة السكنية في هضبة سيلك هي اول مكان يستوطن البشر فيه . تقع الى جانب بحر تتيس ( بحرعظيم كان يظم الجزء المركزي من ايران وافغانستان ). بعد جفاف البحر قام الايرانيون القدماء بالنزول من ارتفاعات زاكرس والاستيطان في تلك الهضبة وايجاد حضارة في تلك المنطقة. في البداية هذه الحضارة كانت البيوت مصنوعة من خشب الاشجار وبشكل بسيط جدا بحيث لايوجد فيها ابواب وسياجات وكانت الالات المستخدمة في تلك الحضارة هي نفسها المستعملة في عهد السكن في الجبال , اي انها من الصخر.
داربروجردی
دار بروجردي ان دار بروجردي في كاشان بقبته المنقوشة المجصصة وجدرانه المزينة بالنقوش والمرايا المرصعة والفسيفساء يعتبر نموذجاً بارزاً لمحلات الاقامة القديمة في هذه المدينة .
وتشتهر هذه المدينه بالبادگيرات (جذب الرياح) والابراج المربعة العالية بمنافذها المفتوحة في كل جانب لجذب النسيم المنتشر وارساله الي اعماق الدار .
مسجد جامع كاشان
وكما الحال في جميع المدن الايرانية فان المسجد الجامع في كاشان يعتبر اقدم مساجد المدينة حيث يعود تاريخه الي العهد السلجوقي ويعد النموذج الاول للبراعة الحرفية بالقرميد و الملاط .
مدرسة آقا بزرك
مدرسة آقا بزرك هي الاخري عمارة شهيرة باقية من العهد السلجوقي وهي مدرسة دينية ومجمع مسجد. ويوجد ايضا ضريح امام زاده ابراهيم وهو شخصية اسلامية مقدسة وقد بني في حديقة صغيرة لكنها جذابة وتبعث الهدوء الي النفوس .
حمام فی مدینة کاشان
حمام فین
تاریخ البناء قرن 400 و 500 هجری قمری لاکن بعد هزة ارضیه فی سنة 1192 هجری قمری اعاد البناءشهرته بالقتل الوزیر الحکیم و المومن فی ایران باسم امیر کبیر بالید السلطان القاجار باسم ناصر الدین شاه فی هذا الحمام فی 1273 هجری قمری
كاشان.. جمال التاريخ وإشراقة الحاضر
تعرف مدينة كاشان على أنها رابع أهم مدينة إيرانية من حيث وجود الآثار التاريخية فيها بعد اصفهان وشيراز ويزد. فهي عريقة في التاريخ ورائدة في الفن المعماري الإيراني وغنية بالجمال التاريخي الأصيل، ولازالت بعد مئات السنين تحمل عطر الماضي وعراقة التاريخ وحضارة العصر .
كما إن كاشان تعرف عالمياً بسجادها الذي تصنعه أنامل نساءها في أغلب بيوتها فضلاً عن مصانع السجاد الحديثة الموجودة في هذه المدينة .
وبالرغم من وجود الأحياء والمباني والأسواق والشوارع الحديثة في كاشان، إلاّ أنها لازالت تحتضن الأزقة القديمة الطويلة المتعرجة، والأحواض والمعابر الهوائية والأقبية العميقة المنتهية إلى عيون المياه العذبة. وكذلك تزخر المدينة بالعشرات من المساجد القديمة والمراقد والمدارس الدينية التي شيدت قبل عدة قرون .
تقع مدينة كاشان عند حافة صحراء كبيرة تشغل معظم وسط إيران وهي ثاني أكبر مدينة في محافظة اصفهان بعد مركزها. وتحدها مدينة قم من الشمال والشمال الغربي، والصحراء الكبرى من الشرق والشمال الشرقي، ومدينة أردستان من الشرق، ومدينة اصفهان من الجنوب، ومدينتا كلبايكان ومحلاّت من الغرب .
ونتيجة لموقع المدينة الجغرافي ووجودها في مهب الريح الصحراوية الحارة والأعاصير الموسمية التي تهب من الصحراء، فان طقسها يتميز بالتغير خلال فصول السنة وهو عموماً بارد جاف في الشتاء وحار بشدة في الصيف .
والذي ينظر إلى الواقع المعاصر لمدينة كاشان يبدو أمامه المخطط المعماري التاريخي القديم للمدينة فضلاً عن وجود آثار كثيرة لنشاطات واسعة وعامة في الفنون المعمارية التي كانت منتشرة في هذه المدينة وهي مختلطة مع الظروف الاقليمية التي كانت سائدة عبر التاريخ، والممزوجة مع الفنون التقليدية والمصالح الخاصة لهذه المنطقة .
ويمثل السوق الرئيسي مركز المخطط المعماري التاريخي للمدينة حيث تتوزع المحلاّت والمناطق السكنية على أطرافه. وهذه المحلاّت تتكوّن من مجموعة من الأزقة الضيقة والمتشابكة والمتعرجة التي تنتهي بساحة واسعة بدورها تتفرع إلى أزقة وحارات وهكذا .
وفي كل محلة يوجد مسجد وحسينية ومخزن للماء وحمام وسوق صغير. ويزداد عدد هذه المراكز مع زيادة مساحة المحلة. وثمة بقاع تاريخية عديدة في كاشان من أبرزها بقعة السلطان ميرمحمد وبقعة السلطان عطابخش وجهل دختران وأبو لؤلؤ وبقعة الأمير إبراهيم .
أما المساجد التاريخية في المدينة، فهي عديدة منها مسجد الإمام الخميني ومسجد ميرعماد ومسجد وزير والمسجد الجامع .
ومن الآثار التاريخية سور كاشان القديم حيث يقع في الجنوب الغربي من المدينة. ولم يبق سوى القسم الجنوبي الشرقي منه .
كما ان هناك مجموعة من الحمامات الأثرية والقديمة مثل حمام ميرعماد وحمام خان وحمام ملاّ قطب .
وتزخر مدينة كاشان بالاضافة إلى كل ذلك بالعشرات من مراكز الترفيه والاستجمام كالمنتزهات والحدائق العامة التي يرتادها سكان المدينة والضيوف من السياح .
نبذة تاريخية عن مدينة كاشان
تحتفظ مدينة كاشان في ذاكرتها أنّها من أقدم الحضارات الإنسانية التي شهدتها الكرة الأرضية.. حيث إن الأعمال التنقيبة التي قام بها علماء الآثار التاريخية في تلال (سيلك) التي تبعد ثلاث كيلومترات عن المدينة الحالية، أشارت إلى وجود حضارة قديمة في هذه المنطقة، تعود إلى الألف السابع وحتى الرابع قبل الميلاد، وقد شهدت بروز فنون مختلفة منها المعمارية. وتحتفظ منطقة كاشان بمبانٍ تاريخية تعود إلى العهد الساساني.. حيث إن وجود أطلال معبدَيْ (نياسرو وخرم دشت) تؤكد على أن هذه المنطقة كانت لها مكانة كبيرة في العهد الساساني. فضلاً عن ذلك، فإن المصادر التاريخية الإسلامية ذكرت أن كاشان في أواخر العهد الساساني (قبل الإسلام) كانت مدينة كبيرة وعامرة وذات مكانة اقتصادية مهمة وخاصة. ودخل الإسلام إلى كاشان كغيرها من المناطق الإيرانية في الصدر الإسلامي الأول. ضَربت كاشان هزتان أرضيتان شديدتان في عامي 346 و 347 للهجرة، مما أدّى إلى تدميرها بالكامل، إلا أن عدة مبانٍ ظلت من تلك الحقبة مثل (بقعة قاضي أسد) ومحلّة (الساحة القديمة) والمسجد الجامع. واستعادت كاشان مكانتها السابقة في العصر السلجوقي؛ حيث انتشرت فيها مختلف الفنون، مثل صناعة الوسائل الخزفية والبلاطات المزخرفة، كما شُيّدت قلعة في جنوب المدينة في عهد جلال الدين مَلِكْشاه (465 ـ 485 للهجرة)، تُعرف اليوم بقلعة جلالي. بعد فترة من الزمن أُحيطت المدينة بسور حصين بفضل جهود مجد الدين عبيدالله، حيث يمكن اليوم مشاهدة بقايا هذا الأثر التاريخي في الأجزاء الجنوبية من المدينة. وأُصيبت كاشان خلال حملات المغول بأضرار كبيرة، إلاّ أن المدينة أصبحت في عهد الإيلخانيّين من أهم المراكز الصناعية في إيران، حيث شُيّدت مبانٍ جديدة ورُمِّمت الخرائب، بحيث كتب (فريرا ودوريك) حول رحلة قاما بها إلى المدينة في عام 721 للهجرة ما يلي: « بالرغم من أن جزءاً كبيراً من مدينة كاشان دُمّر إثر غزو المغول للمدينة، إلاّ أنها رُمِّمت ثانية والمدينة تبدو عامرة، وفيها الكثير من الخيرات ». يمكن اعتبار العصر الصفوي أوج ما وصلت إليه مدينة كاشان من فن وإعمار ووسعة.. وبالرغم من أنّ أصفهان كانت عاصمة الصفويين، إلاّ أن السلاطين الصفويين كانوا يقضون الكثير من وقتهم في مدينة كاشان. ومع توسع السوق في المدينة ازداد تردّد التجّار الإيرانيين والأجانب عليها. كذلك فإن صناعة الغزل والنسيج تقدمت كثيراً في هذه المرحلة، حيث أنتجت المصانع والورش والبيوت الكاشانية أجمل وأروع الأقمشة الحريرية والكتانية وغيرها، فضلاً عن إنتاج أنفس أنواع السجّاد الصوفي والحريري. كما أن صناعة الأواني الحزفية والمعدنية والبلاطات السيراميكية المزخرفة قد نمت وتطوّرت في هذا العهد، بعد سنوات من الركود والتوقف. وهكذا فإن كاشان تبدو اليوم مدينة زاهرة حاملة معها تراث الماضي وعراقة الحاضر وأمل المستقبل المشرق .
المخطط المعماري التاريخي لمدينة كاشان
من ينظر إلى الواقع المعاصر لمدينة كاشان يبدو أمامه المخطّط المعماري التاريخي القديم للمدينة، فضلاً عن وجود آثار كثيرة لنشاطات واسعة وعامة في الفنون المعمارية التي كانت منتشرة في هذه المدينة، وهي مختلطة مع الظروف الإقليمية التي كانت سائدة عبر التاريخ، والممزوجة مع الفنون التقليدية والمصالح الخاصة لهذه المنطقة. يمثّل السوق الرئيسي مركز المخطط المعماري التاريخي للمدينة، حيث تتوزع المحلات والمناطق السكنية على أطرافه، وهذه المحلات تتكون من مجموعة من الأزقّة الضيّقة المتشابكة المتعرّجة التي تنتهي بساحة واسعة بدورها تتفرع إلى أزقة وحارات وهكذا. وكل محلة يوجد فيها مسجد وحسينية ومخزن للماء وحمّام وسوق صغير، ويزداد عدد هذه المراكز مع زيادة مساحة المحلة. كذلك فإن المنازل السكنية متلاصقة مع بعضها، وتحيط بها جدران مرتفعة، وأغلبها ذات مساحة كبيرة تتكون من غرف مخصصة للشتاء وأُخرى للصيف. ولا تزال المدينة تحتفظ بهذا المخطط رغم قدمه، لا سيما في المناطق المركزية منها، بالطبع مع دخول التحديث والتجديد عليها، فضلاً عن المحلات والأحياء الحديثة التي شُيّدت طبقاً للمقاييس والمخططات المعمارية الحديثة .