مقدمة حول الحداثة في الفن الايراني

مقدمة حول الحداثة في الفن الايراني

يتفنن الإيرانيون في الصناعات اليدوية ، التي يجمّلونها بالنقوشات الدقيقة على كل من النحاس و البرونز و الفضيات و الأخشاب و الفخار و الزخرفة بالكاشي ، و صناعة المينا .

و تعد الصناعات اليدوية في إيران ذات تاريخ طويل جداً ، و لا تزال آثارها باقية حتى يومنا هذا، و تحظى بعشق ، و إقبال كبير من السياح الأجانب خصوصاً الأوروبيين منهم.

 و يشاهد الزائر للمتاحف الإيرانية كنوزاً حقيقية للتراث الثقافي و التاريخي و الطبيعي لإيران، حيث يقف منبهراً أمام الدقة و الحرفنة الساحرة للنقوشات و الزخارف ، التي رسمتها الأيادي الإيرانية بدون أي تدخل للآلة .

 و تجد المتاحف المنتشرة بكافة المدن الإيرانية على اختلاف محتوياتها اهتماماً غير طبيعي من الإيرانيين ، قد لا يضاهيه أي اهتمام في البلدان الأخرى، لدرجة أن القائمين على تلك المتاحف يمنعون حتى مجرد (التصوير) بالكاميرا العادية لداخل هذه المتاحف أو القصور القديمة و التاريخية ، خشية أن توثر إضاءة فلاش الكاميرا على الألوان و الآثار بهذه المتاحف !

و يزول استغراب أي شخص ، يزور هذه المتاحف خصوصاً ، التي بداخل قصور ملوك العصور التاريخية القديمة من الاف السنين ، حيث يرى ، و يعيش للحظات ذلك الوقت و نفس العصر ، الذي تعود له هذه التحف النادرة ، و التي تحكي تاريخ حضارات مرت على هذه الجمهورية الإسلامية قدمياً .

الكنز الحقيقي للفنون و الثقافة الايرانية ، هو عبارة عن نتاج لآلاف من الافكار و الكلمات و التصاميم ، التي ظهرت من العقول المبدعة و الايادي الفنية للأمة، عبر التاريخ العنيف الصاخب .

استخدم الايرانيون ثقافتهم و فنونهم و خبراتهم ، لتجسيد المفاهيم الطبيعية ، مثل الحب الشديد لجمال العالم ، و الفلسفة و التصوف، ورقة الخيال و تمجيد الحب  والجمال ، التي هي رموز التطور الثقافي ، بالاضافة الي التوجه نحو مواضيع الاساطير القديمة ، بحثا عن مفاهيم الحكمة و الحب للتعبير عن الانشغال الدائم للبشرية في فعاليات الأرض،

و فلسفة الانسانية ، التي توجهت نحو الفكر و الحب المتعطش للاتصال بالعالم الروحي و الرؤي المعنوية ، و هي خلاصة الفنون الايرانية الحديثة ، و هي ايضا بمثابة القواعد الأساسية للفنون الايرانية ، التي تسمو لأعلي المراتب الاسمية ، و عبر الحس التعبيري لغطرسة البشرية ، و الأخذ بعين الاعتبار مفاهيم التراث الفني العالمي ، يأتي الايرانيون، ليظهروا قدرة الادراك للكمال و صلة الجمال بالطبيعة ، و تركيزا علي الخيال و النزعة ، يتحرك الفن الايراني بسرعة متحمسا نحو السمو ليأخذ لنفسه هوية جديدة ، و لغة حروفها الفن ، لتثبت ان الفن الايراني الحديث ، يقوم علي أساس التاريخ القديم .

في الفن الايراني الحديث ، تنعكس العقول نفسها ، عقول المبدعين ، و أيدي الفنانين ، الذين لديهم القدرة لتقديم أمثلة متحمسة لأساليب العيش و الثقافة الغنية .

في الوقت نفسه ، تطلع هذه الفنون نحو هوية غير معروفة ، تسترجع المصادر و التقاليد ، لتخبرنا ماهية الخلاصة ، و ينادي هذا الفن بفلسفة الذات منذ الصور القديمة ، ارتكازا علي عناصر السيمياء و احياء مباديء التاريخ القديم للعالم أجمع، و نتاجها أهداف طبيعية و تاريخية عبر الفن الحديث و وحي التحقيق نحو الحداثة.

الفنون الايرانية الحديثة ، تقدم ما يفوق الوقت الحديث برؤية شاعرية ، تعي ما تقول و تفهم الجمال الداخلي للحداثة بدمج التقاليد القديمة ، لتقدم لنا فناً مرسوماً و تشكيليا و هندسة و نحت و تصميم جرافيكي حديث.. ، كلها تنبع من المصدر القريب نفسه و الآخر البعيد الحديث .

 

 

العنوان

ايران، طهران ، رصيف ميرداماد، ساحة مادر، شارع وزيري بور، شارع كاووسي، رقم 26 ، شقة رقم 3

+98 21 22261375-76
+98 21 22261002-03
+98 912 159 1013
+34 628 010 644

info@iranjasminco.com